أشارت زيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الدوحة أواخر تموز/يوليو الفائت قبل توجّهه إلى واشنطن مباشرة، إلى أن السعوديّة وللمرّة الأولى لم تعد اللاعب الأقوى أو على أقلّ تقدير لم تعد اللاعب المتفرّد في اليمن منذ ستينيات القرن الماضي.
وحالياً، تلعب قطر دوراً سياسياً فاعلاً في اليمن. وهو يعتبر امتداداً لدورها الذي بدأ في خلال حرب العام 1994 بين شريكَي الوحدة اليمنيّة حينها علي عبدالله صالح (الرئيس اليمني السابق) وعلي سالم البيض (الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الحاكم) وحلفائهما. وقد استأنف هذا الدور في خلال حرب الحكومة اليمنيّة مع الحوثيّين التي شكّلت مدخلاً مناسباً لقطر، للعودة إلى اليمن. ففي العامَين 2007 و2008، كانت قطر هي اللاعب الأوّل في أبرز الملفات اليمنيّة، واستطاعت جرّ الحوثيّين إلى صفّها عبر مبادرتها لوقف الحرب بين الدولة والحوثيّين في العام 2008 التي حينها ولادة جديدة للحوثيّين، وقد أطلق عليها الرئيس السابق لاحقاً اسم اتفاقيّة "الدوخة" مع حرف "الخاء" بدلاً من "الحاء" تعبيراً عن رفضه لها، تماماً كما كانت غالبيّة الأطراف اليمنيّة بما فيها الحكومة ترفض التدخّل القطري الذي أتاح للحوثيّين التحدّث كطرف يساوي الدولة.