ما كان محلّ توجّس لدى حزب الله وكذلك على المستوى الأمني الرسمي اللبناني،تحوّل خلال الأسبوعَين الأخيرَين إلى حقيقة قائمة. فتفجير بئر العبد الذي استهدف عمق المنطقة الأكثر حماية من قبل حزب الله، يُضاف إليه الكمين الذي نصب بواسطة متفجّرة لموكب للحزب على طريق شتورة باتجاه داخل الأراضي السوريّة، جسّد عملياً مقولة جرى الحديث عنها مؤخراً كثيراً، وهي بدء حرب أمنيّة مفتوحة ضدّ حزب الله في لبنان. والهدف منها، فمعاقبته على مشاركته في معركة بلدة القصير في ريف حمص ضدّ المعارضة السوريّة. أما أصابع الاتهام فيوجّهها الحزب تلميحاً داخل كواليسه إلى السعوديّة بحسب ما يبدو، وتحديداً إلى رئيس الاستخبارات العامة فيها الأمير بندر بن سلطان، بوصفه الجهة التي تموّل وتدير هذه الهجمات الأمنيّة ضدّه.
وعلى الرغم من تكرّر الضربات الأمنيّة مؤخراً ضدّ حزب الله، إلا أن المعركة حتى الآن ما زالت في بدايتها، وثمّة آمال معقودة على أنها لن تنزلق لتصبح شاملة ومفتوحة ما بين الرياض والمعارضة السوريّة من جهة والحزب وإيران من الجهة المقابلة.