كانت المناطق السوريّة الموالية لسلطة الرئيس بشار الأسد هادئة ساكنة مساء الأربعاء الماضي في 5 حزيران/يونيو الجاري، كما في أي مساء آخر منذ سنتين وثلاثة أشهر، عمر تلك الحرب العنيفة التي تشهدها البلاد. لكن في المقابل، كانت الضاحية الجنوبيّة لبيروت، المعقل الأوّل لحزب الله الشيعي اللبناني، على موعد مع حركة غير عاديّة: مواكب سيّارة وآلاف الشبان المبتهجين بإطلاق النار من أسلحتهم في الشوارع وتوزيع حلوى على المارة في الطرقات. أما المناسبة، فسقوط مدينة القصير السوريّة!
مفارقة بسيطة تكفي لأي مراقب ليدرك صاحب هويّة الانتصار الخاطف المحقّق في تلك البلدة السوريّة، الواقعة على مسافة كيلومترات قليلة شمال شرق لبنان. إنه حزب الله، هو صاحب المعركة، وهو صاحب الانتصار، وهو المعني أكثر من سواه بنتائجها وما بعدها، وما بعد ما بعدها، بحسب ما يقول أمينه العام السيّد حسن نصرالله.