لم يعد الملك عبد الله الثاني يخفي هواجسه حول مصير سوريا "ما بعد الأسد"، وخطر وقوعها في يدّ الإسلاميّين، تحديداً جماعة الإخوان المسلمين التي لا يبدي الملك شعوراً بالارتياح تجاهها، لا على الصعيد المحلي ولا الإقليمي ، بحسب ما كتب مؤخّراً الصحافي الأميركي جيفري غولد بيرغ في مجلة "أتلانتيك"، عندما نقل عن العاهل الأردني انتقاده لكلّ من الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، اللذين تجمعهما خلفيّة سياسيّة إسلاميّة. وعلى الرغم من أنّ موقف الملك هذا يأتي في دائرة السياسة الخارجيّة، إلاّ أنّ له امتداداً في المعادلة الداخليّة!
هذه الهواجس الملكيّة ليست جديدة! فمنذ بداية الثورة السوريّة، راهنت المعارضة الإسلاميّة التي تمثّل الخصم السياسي الأبرز للحكومة، على أنّ نجاح الثورة السورية وبالتزامن مع نجاح الإخوان المسلمين في كلّ من مصر وتونس في الإمساك بمقاليد الحكم (عبر الانتخابات النيابيّة هناك)، سيعزّز قوّة الإخوان الأردنيّين في مواجهة النظام، ما يعظّم المكاسب التي يمكن الحصول عليها مباشرة في موضوع الإصلاح السياسي وغير مباشرة من خلال ما يمكن أن تجنيه الجماعة عبر مشاركتها في العمليّة السياسيّة.