منذ شهور والحديث عن قرب اندلاع الحرب الأهليّة في العراق لا يتوقّف. فالتحذيرات والمخاوف امتدّت وتعاظمت منذ اللحظة الأولى لاندلاع التظاهرات السنيّة في 21 كانون الأول/ديسمبر 2012. لكنها لم تبدأ مع تلك التظاهرات، بل انطلقت منذ لحظة إكمال القوات الأميركيّة انسحابها من العراق نهاية العام 2011 وبالتزامن مع اندلاع أزمة صدور مذكّرات اعتقال بحقّ نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي.
بإمكاننا اعتبار العام 2012 عاماً لترسيخ دعوات الحرب الأهليّة، ليس فقط من قبل المحرّضين عليها عبر تحريضهم على العنف الطائفي، بل أيضاً من قبل معارضيها عبر تكرارهم المبالغ فيه لطروحات الحرب، وذلك إما لتخويف الأهالي منها وحثّهم على انتخاب قوائم سياسية معيّنة وإما للحصول على مكاسب سياسيّة في غمرة أزمة سياسيّة طاحنة ما زالت مستمرّة منذ ذلك الحين.