توسع في الأسبوعين الاخيرين نطاق الاشتباكات في سوريا، بين النظام والمعارضة، لتمتد الى منطقة الحدود السورية - الاسرائيلية. لقد اختارت المعارضة منطقة خان الشيح لتشن باتجاهها هجوما على ثكنة تابعة للفرقة الرابعة في الجيش السوري . ميزة هذه المنطقة انها تقع جغرافيا في الوسط بين العاصمة دمشق من ناحية ومدينة القنيطرة المتاخمة لخط " وقف النار " بين اسرائيل وسوريا عند حدود هضبة الجولان المحتلة، من ناحية ثانية .
يوجد في هذه المنطقة مخيم للاجئين الفلسطينيين، يحمل اسمها ، "مخيم خان الشيح" . وقاطنوه رغم انهم قانونيا لاجيئون ، الا ان نسبة عالية منهم ينتمون لطبقات اجتماعية تقترب من خط متوسطي الحال ، وبعض عائلاته تعتبر ميسورة . وعلى عكس ما هو شائع عن اعتبار ان هناك ارتباطا بين الفقر والتطرف الديني، فان مخيم خان الشيح رغم حاله الاجتماعي الجيد بمعدل عام ، الا انه يشهد حال ة اسلامية متشددة ، متصاعدة منذ اكثر من عقدين . وخلال النصف الثاني من العقد الماضي أحبطت اجهزة الأمن السورية ، محاولة من قبل مجموعات سلفية بداخله لإعلانه " إمارة اسلامية". وتنخرط اليوم "جماعات المخيم الاسلامية " ، ضمن جهد سلفي عام تقوده جبهة النصرة للسيطرة على منطقة خان الشيح ، بهدف فتح جبهة جديدة فيها ، تتشكل من محورين استراتيجيين باتجاه دمشق والقنيطرة . وتراهن المعارضة على ان نجاحها عليهما ، سيقودها لتحقيق هدفين استراتيجيين : الاول ، كسر التفوق العسكري للنظام على المعارضة في دمشق ، والثاني خلق مساحة نفوذ للمعارضة تمتد من خان الشيح وصولا الى القنيطرة .