يشكل الشباب الفلسطيني زهاء ثلث عدد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس، الذي يشكل العمود الأساس في التنمية للمجتمع الفلسطيني وسط ارتفاع لنسبة البطالة والتوجه للاقتراض من البنوك، وتلاشي ثقتهم بالأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية. وأظهر تقرير واقع الشباب الفلسطيني 2013 لمنتدى شارك الشبابي، اكبر مؤسسة أهلية شبابية فلسطينية أن ربع الشباب الفلسطيني يعتبر...
مار 5, 2013
يشكل الشباب الفلسطيني زهاء ثلث عدد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس، الذي يشكل العمود الأساس في التنمية للمجتمع الفلسطيني وسط ارتفاع لنسبة البطالة والتوجه للاقتراض من البنوك، وتلاشي ثقتهم بالأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية.
وأظهر تقرير واقع الشباب الفلسطيني 2013 لمنتدى شارك الشبابي، اكبر مؤسسة أهلية شبابية فلسطينية أن ربع الشباب الفلسطيني يعتبر من الفقراء من إجمالي 40% فقراء المجتمع الفلسطيني، وأن 43.7% من الشباب يعانون من البطالة بالرغم من حصول 50.5% منهم على شهادات جامعية.
وأعاد التقرير أسباب ارتفاع معدلات البطالة إلى ضعف الأداء الاقتصادي الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، والتفاوت بين الذكور والإناث في التشغيل، قلة الفرص الإنتاجية في السوق الفلسطيني، وجود فجوة بين التعليم وسوق العمل، بالإضافة غياب السياسة الوطنية الفلسطينية الشاملة لتشغيل الشباب ودمجهم وتمثيلهم في منظومة العمل.
ولخص التقرير الذي جاء تحت عنوان "المستقبل يقرع الباب" آراء الشباب حول أوضاعهم الاقتصادية من خلال مجموعات بحثية انتشرت في الضفة والقطاع.
وبينت غالبية الإحصاءات الرسمية الفلسطينية، وبيانات المنظمات الأهلية المحلية والدولية إلى ارتفاع نسبة الفقر في قطاع غزة أكثر من الضفة الغربية على امتداد السنوات الأخيرة، والتي ترجع إلى حالة الحصار المحكم الذي يعيشه، فضلا عن كثافته السكانية وندرة موارده وفرص الإنتاج أو الاستثمار فيه.
تسجّل في نشرتنا الإخباريّة
وتناولت العديد من الاستراتيجيات الحكومية، ودراسات وتقارير المؤسسات الأهلية العديد من السياسات والتوصيات لمحاولة الحد من ثنائية الفقر والبطالة بشكل عام، في أوساط الفئات المهمشة من نساء وأطفال وشباب بشكل خاص دون أن تحقق حتى تلك التي وضعت حيز التنفيذ نتائج تذكر، وكانت ثلاثية الاحتلال والاعتماد المفرط على التمويل الخارجي والسياسات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية تقف حائلا دون بناء اقتصاديات الاعتماد على الذات.
وقال التقرير "أدى ارتفاع البطالة في صفوف الخريجين الجامعيين إلى حالة من الإحباط في أوساط الشباب الجامعي، بل أن محدودية سوق العمل، وصغر حجم المنشآت تدفع ببعض أصحاب العمل الطلب من العاملين لديهم بالعمل في أكثر من مجال في نفس الوقت، وبما لا يتلاءم مع تخصصاتهم ودراستهم، وفي تجارب أخرى للشباب العاطلين عن العمل، كانت هناك بعض المؤسسات التي تعطي فرصا للعمل الجزئي أو المؤقت، والتي بالكاد تغطي جزءا من احتياجاتهم".
وأشار إلى البطالة والفقر تقودان الشباب إلى الإحباط واليأس وانتقاص الكرامة الإنسانية والفاعلية وخلق مشاكل اجتماعية وسياسية، ليس أخطرها دفع الشباب إلى الهجرة بحثا عن لقمة العيش وتحقيق الذات بل إلى ارتفاع معدلات العنف المجتمعي، والجريمة، وتعاطي المخدرات.
وقال منتدى شارك في تقريره "درجت الحكومتان الفلسطينيتان في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بالتذرع مرة بالانقسام، وعدم وصول المساعدات، والحصار المفروض على غزة، كتبرير لاستمرار القصور في المجال الاقتصادي، دون وضع إجراءات عملية لإنهاء حالة الانقسام وكسر القيود الاقتصادية التي فرضها بروتوكول باريس الاقتصادي".
وبلغت نسبة الشباب ما بين (15-29) سنة في الأراضي الفلسطينية 29.8% من إجمالي السكان، منهم 39.6% في الفئة العمرية (15-19) سنة، و60.4% في الفئة العمرية (20-29) سنة، وبلغت نسبة الجنس بين الشباب 104.3 ذكور لكل 100 أنثى، علماً أن تقديرات عدد السكان في الأراضي الفلسطينية منتصف العام 2012 تشير إلى أن إجمالي عدد السكان بلغ نحو 4.29 مليون.
وتناول التقرير الجوانب الصحية للشباب قائلاً "البدانة والتدخين والخمول أحد المهددات الرئيسية للصحة وهي عناصر الخطر الأهم لصحة الشباب وأشارت جملة من الدراسات على أن البدانة وزيادة الوزن آخذة في الازدياد بين اليافعين واليافعات لتصل إلى % 25 وأنها بين الشباب والشابات قد تصل أكثر إلى % 30 لاسيما بين الفتيات لقد بينت دراسة أجرتها دائرة الصحة في وكالة الغوث أن معدلات الوزن المرتفع تصل إلى حوالي % 70 بين الإناث في عمر الإنجاب وأن أكثر من نصف النساء في أعمار تقل عن 30 عاما ً يعانون من زيادة في الوزن".
وأشار التقرير إلى أن معدلات تعاطي التبغ بكافه أشكاله تمثل عامل خطر آخر وأن المعدلات بين الشباب تعتبر تحديا ً حقيقيا حيث تتراوح نسب التدخين بين 17%- 25%، وذهبت بعض الدراسات إلى أن النسبة قد تصل إلى 32%.
وتطرق إلى عدم توفر بيانات وإحصاءات حول الأمراض الجنسية المرتبطة بالنشاط الجنسي غير الآمن بين الشباب، في ظل غياب التدابير والإجراءات الجدية للحماية من عواقبه، واصفاً خدمات الصحة الإنجابية للشباب بالخجولة، بالإضافة إلى أن برامج التوعية قاصرة وغير منظمة أو معدومة، والسياسات التنموية لا تتفاعل بجدية مع الحقوق الإنجابية للشباب وتحاول جاهدة عدم الخوض فيها لحساسيتها أمام الثقافة السائدة والأعراف والتقاليد.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه منتدى شارك أن هناك تفسخاً في العلاقات الاجتماعية بين الشباب حيث أفاد 54% بوجود علاقات اجتماعية واسعة وقوية، غالبيتهم من الذكور أكثر من الإناث، وأشار 11% إلى عدم وجود علاقات اجتماعية لهم في الواقع الحالي، 36% منهم أعادوا السبب إلى فقدان الوقت الكافي، و26% إلى مستواهم التعليمي الذي يحد من فرص إقامتهم علاقات اجتماعية واسعة، وأن 20% قالوا بأنهم لا يثقون بالآخرين.
واعتبر غالبية الشباب الفلسطيني أن المجتمع الفلسطيني ومن ضمنه الشباب متدين بالمعنى الإيماني العام، وذلك بتعريفهم الذي يشمل الإيمان، واحترام الأديان، ونبذ التعصب الديني، والمفهوم الوسطي للدين. كما اعتبر غالبية الشباب وخاصة في قطاع غزة أن انتشار بعض مظاهر التشدد الديني ظاهرة مؤقتة تعود لإحباط قطاعات واسعة من الشباب، وانتشار الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية.
ويبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حوالي 300 ألف، بنسبة 7% من المجموع العام للسكان، فيما نسبة الأمية بينهم بين 48-50%، ونسبة التشغيل في القطاع الحكومي لا تتجاوز 3.1% برغم نص القانون على 5% كحد أدنى لنسبة التشغيل.
وأوضح التقرير أن نسبة المشاركة بين الشباب لدى الأحزاب الفلسطينية تراجعت بشكل كبير بعد تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، وقال 73% من المستطلعة آراؤهم أنهم لا ينتمون لأي فصيل سياسي، مقابل 27% ينتمون، بينما ترتفع نسبة الانتماء الحزبي في الضفة الغربية مقارنة بقطاع غزة، وبين الذكور مقارنة بالإناث، وأرجع 39% عزوفهم عن الأحزاب لعدم ثقتهم بها، و20% لأنها لا تمثل وجهات نظرهم، كما أن 10% تركوا انتماءاتهم الحزبية بعد الانقسام السياسي حيث وصلت نسبة العزوف إلى 18% في قطاع غزة مقارنة 8% في الضفة الغربية.
ومع انخفاض معطيات النشاط الشبابي في بعض المؤسسات الحزبية والمجتمعية القائمة، لجأ الشباب للبحث عن قنوات أخرى للتعبير عن آرائهم السياسية، مثلت شبكات التواصل الاجتماعي أحد هذه القنوات. إلا أن انخفاض معطيات النشاط الشبابي في الأحزاب السياسية مقابل ارتفاعه في مجالات نشاط أخرى كمستقلين جوبه برفض القوى السياسية، وفي أحسن الأحوال فتور مواقف هذه الفصائل من الحراك الشبابي، إذ أحجمت العديد من القوى الحزبية الفلسطينية عن دعمهم.
ويعتقد (% 60 ) من الشباب بعدم إمكانية إنجاز دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، وذلك نتيجة لتعقيد الأوضاع السياسية الداخلية والخارجية على حد سواء.
المزيد من حازم بعلوشة
المزيد من نبض فلسطين