بين وقت واخر تبرز طروحات تدعو الى إعادة النظر بإتفاق الطائف المفترض انه الدستور الذي تدار به الدولة اللبنانية بكل مكوناتها ، ويندرج على سبيل المثال ما كان قد طرحه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لجهة إنشاء مجلس تأسيسي، وكذلك الامر بالنسبة الى طرح بعض القيادات المسيحية، ومنها البطريرك الماروني، حول ضرورة وضع ميثاق وطني جديد او تعديل الطائف.
لقد شكل الطائف عند توقيعه في 22-10-1989 إتفاق الحاجة والضرورة : حاجة اللبنانيين الى وقف التناحر الداخلي ووقف حرب لم يكونوا قادرين على الاستمرار في دفع اكلافها ، في لحظة كانت الحرب قد استهلكت جميع القوى المتصارعة ، وفي ظل غياب كامل لمشروع وطني او لقوة داخلية مؤهلة لأخذ المبادرة بإخراج البلاد من الهاوية التي كانت فيها . كما جاء الاتفاق عند استنفاد الحرب لأهم اغراضها على الساحة اللبنانية وتلبية لرغبة او ارادة دولية ومن ثم اقليمية عبرت عن حاجة للانطلاق الى مسارات اساسية في المنطقة في اطار توجه اميركي ، إتخذ بعد ذلك عنوان"النظام العالمي الجديد" . على قاعدة متغيرات كبرى تتمثل اساسا بسقوط الاتحاد السوفياتي وحرب الخليج الأولى بعد احتلال صدام حسين للكويت وعملية المفاوضات ... وبهذا المعنى كان الطائف ضرورة وحاجة لا مهرب منه بالنسبة للبنانيين .