بغداد - تتباين مواقف الأحزاب الكرديّة في إقليم كردستان العراق حول موعد إجراء الاستفتاء الشعبيّ في شأن الاستقلال عن العراق، رغم إتّفاقها كلّها على حتميّة تحقيق الدولة الكرديّة المستقلّة، فالخلاف السياسيّ الداخليّ بين أحزاب إربيل والسليمانيّة وأزمة الفراغ الدستوريّ في الإقليم يجعلان من الحديث عن الاستقلال أشبه بمحاولة "الهروب إلى الأمام".
وفي المقابل، تبرز مشاكل عدّة عالقة بين بغداد والإقليم، قد يتطلّب حلّها سنوات طويلة، قبل أن يتمّ الانفصال بالطرق السلميّة، وفي مقدّمها المناطق المتنازع عليها (ومن بينها محافظة كركوك الغنيّة بالنفط) والخلاف حول الحقول النفطيّة وخطّ الأنابيب الواصل إلى البحر المتوسّط، إضافة إلى المشاكل المائيّة في الأنهر والبحيرات المشتركة ووضع الأقليّات القوميّة والدينيّة الأخرى. ولذا، يبدو مشروع الاستقلال أو الانفصال أكثر تعقيداً، ولا يمكن تحقيقه من خلال الاستفتاء الشعبيّ فحسب.