شهدت السنوات الماضية عدة محادثات سلام دولية في محاولة للتوصل إلى حل سياسي للحرب الجارية في سوريا. إلا أن محادثات أستانا الأخيرة، وكمثل عدة محادثات جنيف سابقة، أظهرت أن تأثيرها ضئيل على الأرض في ظل تمسك الحكومة السورية والجهات الفاعلة الإقليمية بأجندات خاصة. فأظهرت الحكومة السورية منذ البداية أن هدفها هو استعادة "سوريا بأكملها،" علما أن ما أحرزته المحادثات في أستانا بين الحكومة السورية وبعض فصائل المعارضة السورية بوساطة روسيا وتركيا وإيران لم يكن كافيا لردع الحكومة السورية التي دأبت على تنفيذ خطتها بغض النظر عما تم مناقشته في المحادثات.
فقد واصلت الحكومة اتباع سياسة المصالحات المحلية - الهدنة والاتفاقات التي تمت مع فصائل المعارضة المحلية في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، وهي مبادرة تعتمدها منذ 2014 ولا تندرج ضمن أي محادثات سلام - وأطلقت هجومها تجاه منطقة الباب قبيل المحادثات، ما وضع حليفتها روسيا في موقف صعب مع تركيا.