مع أنّ جوانب كثيرة من آراء الرّئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن السّياسة الخارجيّة كانت غامضة في خلال الحملة الانتخابيّة، برز موضوع عام محدّد: أنّ الولايات المتّحدة فعلت أكثر ممّا ينبغي لتكفل الحلفاء الراكبين بالمجان حول العالم. أعلن ترامب في شهر نيسان/أبريل، "يجب أن يساهم حلفاؤنا في التّكاليف الماليّة، والسّياسيّة والإنسانيّة لعبئنا الأمني الضّخم. هم ينظرون إلى الولايات المتّحدة على أنّها ضعيفة ومتسامحة ولا يشعرون أنّهم ملزمون باحترام اتّفاقيّاتهم معنا". وهذه المشكلة، التي كرّرها الرّئيس باراك أوباما، هي أكثر حدّة في الشّرق الأوسط حيث أشرف حلفاء الولايات المتّحدة الإقليميّون على الانهيار في المنطقة وقيام المجموعات المتمرّدة العنيفة، ولم يفعلوا شيئًا يُذكَر لتقاسم عبء توفير الأمن الإقليمي.
في الحرب ضدّ تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش)، على سبيل المثال، قيل إنّ السّعوديّة، والإمارات العربيّة المتّحدة وقطر "اختفت من الحملة"، مع أنّها دعمت الثّوار السّوريّين، وكأنظمة ملكيّة سنيّة، هي عرضة للتّهديد أكثر من أيّ دولة إقليميّة أخرى بسبب الأيديولوجيّة الوهابية السّلفيّة الخاصّة بداعش. وقال ترامب، "لو كانت السّعوديّة بدون عباءة الحماية الأميركيّة ... لما كانت موجودة على ما أعتقد".