أعربت دول إقليميّة عدّة تقع جغرافياً بين طهران والرياض، بما فيها باكستان وعمان، عن استعدادها للمساعدة في إصلاح العلاقة الإيرانيّة السعوديّة المنقطعة. لكنّ العراق قد تكون الوسيط الأفضل من بين تلك الدول لأسباب متعدّدة.
أوّلاً، يدلّ الكلام عن الخصومة الإيرانيّة السعوديّة أنّ هذه الخصومة مرتبطة في غالبيّتها مباشرة بالاجتياح الأميركيّ للعراق سنة 2003، الذي قلب ميزان القوى الإقليميّة. والأسبوع الماضي، أكّد وزير الخارجيّة الإيرانيّ محمد جواد ظريف هذا الأمر على هامش المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس، مشيراً إلى أنّ عدم الاستقرار الإقليميّ "ناجم عن ذعر في المملكة العربيّة السعوديّة التي تعتقد أنّ هناك عدم توازن في منطقتنا بعد سقوط صدّام حسين وبعد الربيع العربيّ". وقد شكّل العراق - أو على الأقلّ التطورّات الأخيرة المرتبطة بالعراق – جزءاً من النداءات الإيرانيّة من أجل التواصل. فقد أشار مسؤولون إيرانيّون بارزون، بمن فيهم ظريف، مراراً وتكراراً إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة رقم 598، الذي أنهى الحرب الإيرانيّة العراقيّة التي استمرّت من 1980 إلى 1988، وأحكامه المتعلّقة بإنشاء منتديات حوار إقليميّة.