تمحور عدد كبير من التحاليل مؤخّرًا حول سياسة عمان الخارجيّة، وكبلد لا يكنّ أيّ عداء لأيّ حكومة في العالم، وكمنظّم ومضيف للمحادثات الدّبلوماسيّة بين الخصوم العالميّين، أُطلِق على عمان لقب سويسرا الشرق الأوسط. وبما أنّ عمان هي صاحبة أفضل العلاقات مع إيران من بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، شكّلت مسقط طوال عقود جسرًا دبلوماسيًا بين الجمهوريّة الإسلاميّة ودول الخليج العربي وحلفائها الغربيّين.
بالفعل، ساهمت تحرّكات مسقط الاستراتيجيّة على الصّعيد الدّبلوماسي مؤخّرًا في كتابة تاريخ العالم، ففي تموز/يوليو 2012، استضافت عمان محادثات سرية بين مسؤولين أميركيّين وإيرانيّين تتوّجت بالاتّفاق النووي الإيراني البارز الذي جرى توقيعه في وقت سابق من العام الحالي في النمسا. وفي وقت ليس ببعيد، إنّ الفورة في أنشطة عمان الدّبلوماسيّة الهادفة إلى الحلّ السّلمي للأزمات في سوريا واليمن، تصدّرت أيضًا العناوين في الصّحف الدّوليّة.