علمتُ بخبر الاعتداء على أسبوعية "شارلي إيبدو" من اتصال هاتفي تلقّيته في ساعات الصباح الأولى يوم السابع من كانون الثاني/يناير الجاري. كان المتّصل كاتباً سياسياً ساخراً وصديقاً من اسطنبول. وقد بدا هادئاً فيما راح يخبرني عن الاعتداء الهمجي، ثم قال: "تلقّيت اتصالاً من رقم خاص. طلب مني المتصل أن أشغّل جهاز التلفزيون كي ألقي نظرة على المصير الذي ينتظرني". لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها صديقي للتهديد. عندما سألته ماذا سيفعل، أجاب بروح الدعابة السوداوية المعهودة لديه: "سوف أحزن أولاً على فقدان زملائي ثم أعبّر عن حزني في رسم كاريكاتوري".
لقد أبدى الرأي العام التركي ردود فعل متفاوتة إلى حد كبير إزاء الهجوم في فرنسا. فقد عبّرت مجموعة من الأتراك عن تضامنها مع هاشتاغ #JeSuisCharlie (أنا شارلي) عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وغرّد عدد كبير من الأتراك متضامناً مع المجلة في يوم الهجوم عليها. وشهدت شوارع اسطنبول احتجاجات في هذا الإطار.