لقد شاع كثيراً في الفترة الأخيرة وصف تنظيم الدولة الإسلاميّة بخوارج العصر، مشيراً إلى مجموعات من المسلمين الأوائل الذين تمرّدوا على السلطة في القرون الإسلاميّة الأولى. ومن الملفت للنّظر إلى أنّ هذا الوصف تطلقه الجماعات السلفيّة الأخرى التي تشارك الدولة الإسلاميّة في مبادئها الدينيّة الأساسيّة، ولكنّها اختلفت معها لأسباب سياسيّة، أهمّها عدم رغبتها في البيعة لأبي بكر البغدادي الّذي فاجأ الجماعات السلفيّة الأخرى بفرض نفسه خليفة للمسلمين أجمعين. ولذلك، لم تصدر مخالفة جديّة مع الدولة الإسلاميّة من قبل الجماعات السلفيّة، إلاّ بعد إعلان الخلافة في حزيران من العام الماضي.
لقد أصدر مفتي السعوديّة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بياناً في آب من العام الماضي، اعتبر فيه تنظيم الدولة الإسلاميّة امتداداً لجماعة "الخوارج" الّتي كانت "تستحلي دماء المسلمين"، وقال: "لأنّ حسبهما على المسلمين". واستمرّ الرّفض للدولة الإسلاميّة لكونها من الخوارج ليشمل القاعدة نفسها، الّتي كانت منذ زمن غير بعيد أخطر تنظيم سلفيّ جهاديّ في العالم. لقد أعلنت "جبهة النّصرة" في كانون الأوّل من العام الماضي حرب استئصال ضدّ من أسمتهم بـ"الخوارج"، في إشارة إلى الدولة الإسلاميّة، وجاء في تسجيل صوتيّ للمسؤول الشرعيّ في "جبهة النّصرة" سامي العريدي: "السيوف الّتي أمرنا الله تعالى باستخدامها هي أنواع، وأحدها هو السيف المسلّط على الخوارج، وهذه الفئة (الدولة الإسلاميّة) ثبت بالدليل القاطع أنّها خوارج. لذلك، فإنّ قتالها واجب شرعاً، ولا مجال للتورّع عن ذلك، لأنّ من يتساهل في قتالها، فإنّه يتساهل بدماء أهل السنّة".