في الأشهر الأولى من الانتفاضة الأولى، انتظر الفلسطينيّون إرشادات القيادة السريّة التي أتت في بيان مرقّم سرعان ما وُزّع عبر الفاكس في كلّ أنحاء الأراضي المحتلّة. ثمّ بات بيان الانتفاضة يصدر بانتظام عن ما عُرف بالقيادة الوطنيّة الموحّدة للانتفاضة. وكانت هذه القيادة سرّاً محفوظاً بأمان، وكان أعضاؤها بالنسبة إلى إسرائيل كالإبر في كومة قشّ.
في العام 1987، سئلتُ عن القيادة في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيليّ. فأجبتُ بشيء من المزاح أنّه من الممكن أنّها تجتمع أينما كان، بما في ذلك في القدس الغربيّة أو حتّى في مقهى في تل أبيب. وقيل لي إنّ جوابي أثار جنون الإسرائيليّين الذين لم يتمكّنوا من معرفة أيّ من الفلسطينيّين الذين رأوهم في مقاهيهم هم أعضاء في القيادة السريّة وأيّ منهم كانوا هناك لاحتساء فنجان قهوة ليس إلا.