في 27 آب/أغسطس الماضي، هاجمت طائرة حربية سورية مواقع المتمرّدين في منطقة القنيطرة ثم عادت بأمان إلى قاعدتها في مكان ما في سوريا. في يوم عادي، كان ليستحيل على طائرة تحلّق فوق القنيطرة، على طول خط فك الارتباط بين إسرائيل وسوريا، أن تعود إلى قاعدتها سالمة. فسلاح الجو الإسرائيلي في حالة تأهب مستمرة، مع نظمه الخاصة باعتراض الطائرات. وعند تحديد طائرة أجنبية تحلّق فوق الحدود الشمالية للبلاد، يبادر عادةً إلى اعتراضها على الفور. لكن ذلك لم يحصل هذه المرّة. يُعتقَد أن إسرائيل درست الوضع وقررت أن تغضّ النظر، فسمحت للطائرة السورية بأن تنفّذ مهمتها من دون إسقاطها. ربما تؤشّر هذه الحالة إلى ميل الحكومة الإسرائيلية في هذه المرحلة إلى تفضيل الرئيس السوري بشار الأسد على المتمرّدين الذين يحاربونه.
بعد بضعة أيام، في 31 آب/أغسطس الماضي، تم اعتراض طائرة بدون طيار في المكان نفسه. فقد أطلقت مدفعية باتريوت تابعة للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى صاروخاً وأسقطتها بسهولة. وقد ذُكِر في البداية أنها طائرة سورية. ثم رجّحت التقارير لاحقاً أنها طائرة إيرانية من دون طيار استخدمها الجيش السوري. هل ندمت إسرائيل على إسقاطها؟ هل تصرّفت إسرائيل بحيطة أكبر، فقرّرت أن تحليق طائرة إيرانية من دون طيار فوق حدودها هو تجاوزٌ للخطوط الحمراء؟ هل كانت فعلاً طائرة إيرانية من دون طيار؟ في هذه الحالة، هل كان بإمكان إسرائيل أن تكتشف ذلك في اللحظة نفسها؟