دفع تدهور الأوضاع الأمنيّة وتزايد عدد ضحايا الإرهاب في العراق، المثقّفين العراقيين إلى تبنّي أدوار جديدة غير معتادة. فقد بدأوا الدخول على خطّ السياسة في شكل قويّ، وهم ينشطون في تنظيم الحملات والفعاليّات الثقافيّة والاجتماعيّة، ويحملون الكثير من الأهداف والمطالب. وباتت هذه الحملات تحظى بتأييد الناس في مختلف محافظات العراق. وقد التف حولها خلال أشهر جماهير غفيرة من العراقيّين الذين باتوا يشاركون في التّظاهرات والمسيرات، ويتناقلون أنشطتها عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ. ويعتقد منظّمو هذه الحملات أنّها باتت تمنح الأمل للعراقيّين بلفت أنظار العالم إلى ما يعانونه.
إنّ الحملة الوطنيّة الشعبيّة لتصنيف الجرائم الحاصلة في العراق كإبادة جماعيّة "حشد" هي إحدى الحملات التي دعا إليها عدد من المثقّفين والصحافيّين العراقيين أخيراّ، وهي تهدف إلى إدراج التّفجيرات وأعمال العنف التي تحدث في العراق منذ عشرة أعوام، تحت لائحة الإبادة الجماعيّة، حسب الإتفاقيّة التي أقرّتها الأمم المتّحدة في عام 1948 على غرار جرائم البوسنة والهرسك وصبرا وشاتيلا وغيرها.