لم يتعمّد رئيس الوزراء العراقيّ المكلّف حيدر العبادي الإثارة الإعلاميّة، أو استثارة الحساسيّات السياسيّة والمذهبيّة والقوميّة في خطاباته وتصريحاته منذ تكليفه تشكيل الحكومة، بل إنّ هدوء خطابه وتوازنه ساهم إلى حدّ بعيد، في تجاوز الكثير من عقبات التّشكيل التقليديّة في الحكومات السّابقة.
وفي واقع الحال، فإنّ الحفاظ على خطاب متوازن سواء أكان للجمهور أم للطبقة السياسيّة، وسط كم العنف والأزمات والدّماء في العراق، هو مهمّة صعبة، خاصة فيما يتعلق بمختلف المواقف السياسية. وإنّ احتفاظ العبادي حتّى الآن بنبرة هادئة في كلماته وخطاباته التي وجّهها إلى الرأي العام، والتي نقلت عنه في لقاءاته ومشاوراته لتشكيل الحكومة، يبدو أنّه جهد استثنائيّ.