لم تتراجع أهمية ملف النازحين السوريين يوماً خلال السنوات الثلاث الاخيرة، رغم ازدحام الملفات اللبنانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لكنّ الاحداث الاخيرة في عرسال شرعت الابواب امام تفعيله ، وهو ما كان يُطرح سابقاً بخجل منذ بداية الازمة السورية بسبب غيابِ التوجُّه السياسي الموحد من قبل الحكومة اللبنانية حياله. فهل سينعكس المشهد العرسالي اجراءات وخطوات استثنائية تتخذها السلطات اللبنانية بعدما لمست مختلف الاطراف خطورة "فلتان النزوح"؟ وما هي الحلول المطروحة والقابلة للتنفيذ بعدما اظهرت أحداث عرسال أن عدداً كبيرا من المسلحين انطلق من مخيمات النازحين البقاعية، وخصوصاً تلك المحيطة بعرسال؟
آخر رقم رسمي صادر عن "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" مطلع تموز 2014، يشير إلى أن عدد النازحين السوريين في لبنان يتجاوز 1.1 مليون شخص. في وقت تشير الارقام غير الرسمية إلى وجود اكثر من 1.5 مليون نازح، بما أن نسبة كبيرة منهم غير مسجلة، وهذا الرقم يعني أن نسبة وجودهم فاقت 35 % من نسبة السكان اللبنانيين . علماً أن نسبة النزوح السوري إلى تركيا مثلاً تبلغ 4% من نسبة السكان، أمّا في الأردن فالنسبة فتصل الى 18.5 %.