تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مأساة مسيحيّي العراق في لبنان وسؤال مكتوم: هل انتهينا؟!

Iraqi Christians displaced by the violence in their country wait in line to receive aid from a Chaldean Catholic Church truck in Beirut August 13, 2014. Well financed and armed, Islamic State insurgents have captured large swathes of territory in a summer offensive, as the Iraqi army - and now Kurdish Peshmerga forces in the self-governing north - have crumbled in the face of its onslaught, massacring Shi'ites and minority Christians and Yazidis as they advance.  REUTERS/Mohamed Azakir (LEBANON - Tags: POLI
اقرأ في 

لا يزال حدث طرد المسيحيّين من شمال غرب العراق على أيدي مسلّحي "الدولة الإسلاميّة " يتفاعل في لبنان، وذلك لأسباب عدّة منها أنّ لبنان يضمّ الجماعة المسيحيّة الأكبر بين مختلف بلدان الشرق الأوسط، إضافة إلى أنّ مسيحيّيه يشغلون مواقع رسميّة، تسمح لهم برفع الصوت وإعلان المواقف والمطالب المختلفة، وهو ما فقده مسيحيّو البلدان المجاورة الأخرى من دون استثناء. كما أنّ الكنائس المعنيّة بمأساة مسيحيّي الموصل وسهل نينوى، لم تعد موجودة فعليّاً إلاّ في لبنان، كمقرّات دينيّة ورعايا ومسؤولين كنسيّين، كما هو حال كنائس الكلدان والأشوريّين والسريان التي تحوّل وجودها في أوطانها الأصليّة إلى وجود رمزيّ أو شكليّ صامت في غالب الأحيان. لكلّ هذه الأسباب، عقد يوم الخميس في 7 آب/أغسطس الجاري لقاء في المقرّ الصيفيّ لبطريركيّة الموارنة في الديمان، شمال لبنان، حضره بطاركة الشرق كافّة. خصّص الاجتماع لعرض ثلاث مسائل: الأحداث في غزّة، المعارك في منطقة عرسال اللبنانيّة بين الجيش اللبنانيّ والمسلّحين الأصوليّين السنّة، ومأساة تهجير مسيحيّي الموصل وسهل نينوى. غير أنّ مصادر مشاركة في الاجتماع أكّدت لموقعنا، أنّ "الموضوعين الأوّلين لم يستغرقا أكثر من دقائق قليلة من البحث. وكانت الفقرات المتعلّقة بهما شبه جاهزة مسبقاً، لمسوّدة البيان الختاميّ الذي صدر عن الاجتماع".

أمّا صلب المناقشات فتركّز على الحدث العراقيّ. وتضيف الأوساط نفسها أنّ "المداخلات التي تقدّم بها المسؤولون الدينيّون شدّدت على تحديد المسؤوليّات حول المأساة التي ضربت مسيحيّي العراق، منذ العام 2003. فكان الكلام صريحاً في إلقاء المسؤوليّة أوّلاً على تداعيات الاحتلال الأميركيّ للبلاد، كما على نزعات العنف والتطرّف المتفشّية راهناً في الفكر السياسيّ الإسلاميّ، وصولاً إلى مسؤوليّة دول الجوار العراقيّ، بين من هو متورّط ومن هو مقصّر، ومن يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسيّة وحسابات سيطرة ونفوذ على حساب تلك المأساة". وتكشف الأوساط المشاركة أنّ "أجواء اللقاء سادها استياء شديد من الصمت الغربيّ، ومن عجز المجتمع الدوليّ والشرعيّة الدوليّة حيال جرائم موصوفة ضدّ الإنسانية ترتكب بحريّة وتفلت من العقاب". لا بل أكثر من ذلك، ارتفعت بين المسؤولين الكنسيّين أصوات تتّهم بعض العواصم الغربيّة بالتآمر على مسيحيّي الشرق، وذلك استناداً إلى نظريّات قديمة معروفة لدى مسيحيّي هذه المنطقة من العالم، تحاول ربط عوامل عدّة ببعضها، منها النفوذ الإسرائيليّ لدى بعض العواصم الغربيّة، والمصلحة المحتملة لإسرائيل في إقامة كيانات مذهبيّة صرفة حولها، إضافة إلى المصالح الغربيّة في ممالأة البلدان الإسلاميّة النفطيّة، خصوصاً أنّ غالبيّة تلك البلدان تمارس تمييزاً فعليّاً وشاملاً ضدّ المسيحيّين على أراضيها، وهو ما يشكّل نموذجاً واضحاً للحركات الأصوليّة. ورغم تمايزات بسيطة في قراءة الكنسيّين حيال هذه المقاربة، إلاّ أنّهم أجمعوا على الرفض المطلق للموقف الفرنسيّ الذي بدا وكأنّه يستدرج مسيحيّي الموصل إلى الهجرة وترك أوطانهم الأصليّة. و ما اعتبروه صفعة كبيرة للموقف المسيحيّ المشرقيّ، تتراوح بين الجهل وبين التورّط الغربيّين.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.