إنّ الهدوء الذي ساد قطاع غزّة خلال التّهدئة المستمرّة لثلاثة أيّام، يبدو كضيف غريب، خصوصاً في الأماكن التي كانت عبارة عن ساحة معارك، فترى فوق ركامها أحياء يمشون بعد أن اختفت رائحة الموت وأصوات القصف. كما بدت الحدود الشرقيّة التي تواجدت فيها "المونيتور" في اليوم الأوّل للتّهدئة في 11-8-2014 شاسعة وأفقاً ذهبيّاً أمام العين، بعد أن كان مجرّد الاقتراب منها انتحاراً.
إنّ انسحاب الخطر من تلك المناطق، يبرز مقابله تشرّد العائلات التي عادت لتتفقد منازلها ومعاناتها، إذ أنّ بعضها لم يكن لاجئاً يوماً، كما هو حال عائلة الكفارنة في شارع أبو عودة بمدينة بيت حانون، حيث يتجسّد المعنى الكامل لعبارة "قتل الجمال"، خصوصاً أنّ المدينة التي كانت تغلب عليها الأشجار والمباني المنخفضة أصبحت أقرب إلى ورشة بناء مهجورة.