قلق جديد أضيف إلى هموم اللبنانيين هذه الأيام. عنوانه كيفية تعاطي هذا البلد المتعدد الأديان والطوائف، مع شهر الصيام لدى المسلمين، أو شهر رمضان. هم إنساني وحياتي، كان قد بدأ قبل حلول رمضان على مستوى السجالات والنقاشات. لكنه تطور بعد أيام قليلة على بدء شهر صيام المسلمين، ليصبح هماً أمنياً مباشراً، مع تحوله إلى عبوات ناسفة وتهديدات مباشرة لغير المسلمين من اللبنانيين أو المقيمين في لبنان.
منذ عقود طويلة كان لبنان يتغنى بأنه رمز التعددية الدينية والثقافية الوحيد في الشرق الأوسط. وكان جميع مسؤوليه يتباهون بأنه البلد الوحيد في العالم ، حيث يتعايش الإسلام مع المسيحية من دون عقد حياتية ومن دون إشكالات قانونية حول نهج الحياة الخاصة أو العامة. لا مشكلة مثلاً حول ارتداء الحجاب أو أي مظهر ديني آخر في المدارس العامة أو المؤسسات الخاصة. لا مشكلة حول الأعياد الدينية وتعطيلها. لا مشكلة حتى في مسألة الأحوال الشخصية التي تركت للمسؤولين الدينيين وتخلت عنها الدولة كلياً. هنا كان يعيش المسلم كما يريد، في حياته الخاصة والعامة، وكذلك المسيحي أيضاً. من دون أي عقبات قانونية، لا في النصوص ولا في الواقع. لكن يبدو أن هذه المقولة باتت تعاني بعض الخطأ في صحتها اليوم.