تشترك معظم الحركات السلفيّة الجهاديّة في أنّها تتجنّب الدخول في الصّراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، وتعتبره أمراً غير معني لها، ولكنّها في الوقت نفسه تدخل في صراع دمويّ واسع النّطاق مع الأنظمة والشعوب المسلمة وتقوم بالأعمال التفجيريّة والانتحاريّة وسط المدنيّين في تلك المجتمعات. وقد استمرّت القاعدة طوال عقود من عملها على هذا المنوال، وتستمرّ الدولة الإسلاميّة (المعروفة سابقاً باسم الدولة الإسلاميّة في العراق والشامّ أو داعش) على الطريقة نفسها، حيث أنها تقود حرباً شرسة في مناطق واسعة من العراق وسوريّا، وتقوم بتصفيات كبيرة في تلك المناطق بأعمال القتل والتّهجير، ولكنّها لم تحرّك أيّ ساكن تجاه ما يحدث في غزّة. وعليه، يطرح هذا السؤال: كيف تفسّر هذه الجماعات موقفها هذا المتناقض؟
لقد نشر بعض التّصريحات من قبل شخصيّات سلفيّة منتمية وقريبة إلى السلفيّة الجهاديّة لتوضيح موقفها من عدم قيامها بمساعدة الفلسطينيّين. وجاءت هذه التّصريحات في مقاطع فيديو أو تغريدات على موقع التّواصل الإجتماعيّ "تويتر". لقد نشر أحدهم أنّ "حكومة حماس مرتدّة، وما تقوم به ليس جهاداً، وإنّما دفاعاً عن الديموقراطيّة". وفي صفحة أخرى، قال خالد مشعل: "حماس تقاتل من أجل الحريّة والاستقلال، والدولة الاسلاميّة: تقاتل ليكون الدّين كلّه لله".