تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سوريا: من دمشق إلى حلب قبل انتخابات الرئاسة

Syrian President Bashar al-Assad (R) speaks to a soldier during his visit to Maaloula town, northeast of Damascus April 20, 2014, in this handout photograph released by Syria's national news agency SANA. Assad on Sunday visited Maaloula, an ancient Christian town recaptured from rebels last week, state media said, as he seeks to persuade minorities that the government is their best protection against hardline Islamists. Assad's Easter visit to Maaloula - a rare appearance outside central Damascus - also hig
اقرأ في 

لم يكن ينقص غير ثلاثة تطورات متزامنة، كي يظهر أكثر فأكثر توجه النظام في دمشق، نحو ما وصفه الرئيس السوري بشار الأسد بأنه انعطافة كبيرة في مسار الأحداث. التطور الأول هو انهيار آخر جيوب المعارضة المسلحة في منطقة القلمون على الحدود الفاصلة بين سوريا ولبنان غرباً. التطور الثاني تكثيف سقوط قذائف الهاون على العاصمة من الضواحي القريبة في ريف دمشق. أما ثالث التطورات فكان قصف الطيران الأردني لقافلة من المسلحين التابعين لمجموعات المعارضة السورية. ما الرابط بين التطورات الثلاثة وكلام الأسد عن تحول في الأحداث السورية؟ الواضح أن الجواب يكمن في أن سقوط القلمون أمّن الحماية لظهر قوات النظام غرباً. فيما الموقف الأردني المستجد ميدانياً بضرب مسلحي المعارضة، يشير إلى أن دمشق يمكن أن تطمئن إلى خاصرتها الجنوبية. أما القصف المدفعي على العاصمة فيؤشر إلى حالة الحصار التي بات يعانيها المسلحون المعارضون في آخر مواقعهم في الغوطة الشرقية. وهو ما يمكن أن يشكل العد العكسي لاتجاه قوات النظام نحو تلك البلدات، بعدما فرغت من السيطرة على حدودها الغربية مع لبنان وارتاحت إلى حدودها الجنوبية مع الأردن.

وفي هذا السياق بات معلوماً أن الوحدات العسكرية الموالية للنظام كانت قد أطلقت باكورة هجومها على الغوطة الشرقية قبل أيام. وهو ما أدى إلى سيطرتها على بلدة المليحة شرق دمشق. علماً أن المليحة قرية صغيرة نسبياً. غير أن لموقعها أهمية ميدانية. ذلك أنها تقع وسط منطقة الغوطة الشرقية. وبالتالي فإن سيطرة الوحدات الموالية عليها، قسمت مواقع المسلحين المعارضين إلى قسمين: قسم اول شمال العاصمة، حيث تُنتظر معركتان اساسيتان في معقلين كبيرين للمسلحين، في حرستا وخصوصاً في دوما. وقسم ثان إلى جنوب دمشق، بدءاً من جرمانا وصولاً إلى درعا على الحدود الأردنية. وتؤكد معلومات لموقعنا من داخل سوريا، أن التطورات على هذه الجبهات لن تلبث أن تظهر سريعاً. بحيث تتجه القوات الموالية للسيطرة على مواقع المسلحين المعارضين في هذه النقاط. وتتوقع المعلومات نفسها أن تكون كبرى مواجهات الغوطة الشرقية في دوما بالذات. غير أن موازين القوى المنبثقة من المعارك الأخيرة، وتحديداً منذ سقوط القصير في حزيران الماضي ويبرود في آذار ومن ثم باقي منطقة القلمون، يمكن أن تشكل موجة مستمرة من الانهيارات في صفوف المسلحين المعارضين في مناطق الغوطة الشرقية.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.