ما من مشكلة من دون حلّ، إنما ثمّة مشاكل تطرح بشكل خاطىء. فأخطر ما في النقاش المستعرّ حول سلسلة الرتب والرواتب، أنه يبدو للعلن وكأنه صراع ما بين العمال وأصحاب العمل، بينما هو في العمق غير ذلك تماماً. وطرحه على هذا النحو، لا يطمس حقائق الأمور فحسب، إنمايسدّ أيضاً آفاق الحلول. فإن كان من خلاف، وجب تحديده. ومن الأحرى أن يوضع في المواجهة شركاء الإنتاج أي العمال وأصحاب العمل من جهة، ومن يعيق النموّ في الجهة المقابلة، والمقصود بذلك هؤلاء الذين أوصلوا البلاد إلى حال الشلل والجمود هذه.
فما شهدناه في خلال الأيام الأخيرة من تبادل للتهديدات وإضرابات وإضرابات مضادة، أظهرت الأمور وكأنها مواجهة بين الهيئات الاقتصاديّة من جهة وعلى رأسها المصارف وبين النقابات من جهة أخرى. وطالما بقي الاستقطاب على هذه الحال، فإن الأزمة إلى تفاقم. وطالما أن تشخيص المرض لم يتمّ يشكل قويم، فلا أمل بالعلاج الشافي.