لدول الخليج رابط طويل الأمد بالإسلام؛ فالدين الإسلامي تأسّس في شبه الجزيرة العربية قبل أكثر من 1400 عام. ومؤخراً رأت حركات مثل الوهّابية والسلفية النور هنا أيضاً. لكن في الأعوام القليلة الماضية، بدأ عدد متزايد من المواطنين الخليجيين ينأى بنفسه عن ممارسة الشعائر الدينية، كما بدأوا في بعض الحالات ينتقدون علناً تطبيق الدين في المجتمع.
إنها لمفارقة إذاً أن عرّاب الملحدين الخليجيين في الزمن الحديث نشأ في السعودية المعاصرة وتحوّل سلفياً قبل أن يعتنق الإلحاد. فقد وُلد عبدالله القصيمي في العام 1907، في النجد في وسط شبه الجزيرة العربية، من عائلة محافظة وأب صارم. سافر إلى الهند ومختلف أنحاء الشرق الأوسط بعد وفاة والده، قبل أن يتلقّى تحصيله العلمي في القاهرة حيث دافع في البداية عن التعاليم السلفية، ما تسبّب بطرده من جامعة الأزهر. ثم نأى القصيمي بنفسه شيئاً فشيئاً عن السلفية إثر صدور كتابه "يكذّبون كي يروا الإله جميلاً". نجا القصيمي من محاولتَي اغتيال في بيروت والقاهرة على خلفية مجاهرته بعدم إيمانه، وقد صدرت له كتب عدّة، منها "الكون يحاكم الإله" و"هذا الكون ما ضميره"، قبل أن توافيه المنية في القاهرة في العام 1996. يستشهد الملحدون العرب الآن على نطاق واسع بجملته الشهيرة "احتلال الإله لعقولنا أفدح أنواع الاحتلال".