يروي مسؤول لبناني رفيع المستوى على علاقة بالملف اللبناني-السوري وبالمباحثات الجارية حول عقد مؤتمر جنيف-2 واحتمال دعوة بيروت للمشاركة فيه، أن اتجاهاً بات واضحاً لدى القوى الدوليّة المعنيّة لاستئخار الموعد والتريّث، وذلك من أجل تحقيق جملة من الأمور التمهيديّة المطلوبة مسبقاً. ويشرح أن ثمّة تقاطعاً واضحاً بين القوى الرئيسيّة المنخرطة في الأحداث السوريّة على عدم الإسراع في عقد المؤتمر المذكور.
فمن جهة السلطات السوريّة، بات ظاهراً أن لها مصلحة في كسب مزيد من الوقت قبل الجلوس إلى طاولة التفاوض. وهو وقت تستثمره هذه السلطات عسكرياً على الأرض، عبر توسيع رقعة سيطرتها. علماً أن أفقَين ينفتحان أمام الجيش السوري النظامي على هذا الصعيد في الفترة المقبلة: معركة القلمون إلى شمال غرب دمشق، بهدف إقفال آخر ثغرة مفتوحة للمعارضات السوريّة المسلحة مع الحدود اللبنانيّة. ومعركة التضييق على المسلحين أنفسهم في منطقة حلب بعد سيطرة الجيش السوري على بلدة السفيرة قبل أيام، والتي تعدّ نقطة استراتيجيّة للتقدّم في اتجاه ثاني المدن السوريّة الكبرى.