أكّدت معلومات رسميّة لبنانيّة لـ"المونيتور" أن أخباراً موثوقة وصلت إلى السلطات الحكوميّة في بيروت تفيد أن الأسقفَين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي اللذَين خطفا في شمال سوريا في 23 نيسان/أبريل الماضي، ما زالا على قيد الحياة. وشرحت المعلومات نفسها أن جهات تركيّة حكوميّة واستخباريّة كانت تنقل إلى بيروت تباعاً أخباراً عن صحّة رجلَي الدين المسيحيَّين المخطوفَين. غير أنه في الأسابيع القليلة الماضية، حصل التباس لدى تلك الجهات. ذلك أن الجهات الحكوميّة التركيّة وقعت في التباس حول هويّة أحد الأسقفَين، بينه وبين أحد مساعديهما (وهو شمّاس) كان قد قتل على أيدي الخاطفين. من جهة أخرى، وقعت جهات استخباريّة ثانية في التباس آخر. ذلك أن مخبري تلك الجهات كانوا قد دأبوا منذ أشهر على تزويد السلطات التركيّة بمعلومات تفيد بأن الأسقفَين محتجزان في إحدى المناطق السوريّة جنوب أعزاز الواقعة تحت سيطرة المسلّحين المعارضين لسلطات دمشق، وأن الخاطفين يقومون بشكل دوري بالسماح لهما بنزهة يوميّة قصيرة في مكان يقع تحت أنظار مخبري تلك الجهات الاستخباريّة. لكن قبل أسابيع قليلة، لاحظ المخبرون أنفسهم أن رجلاً واحداً بات يقوم بتلك النزهة اليوميّة. هكذا، تكوّن انطباع أو حتى استنتاج لدى بعض الجهات المعنيّة بالقضيّة، أن أحد الأسقفَين قد قتل. لكن الجهات نفسها عادت قبل أيام قليلة لتؤكّد أن مخبريها شاهدوا مجدداً "الرجلَين المخطوفَين" يتنزّهان معاً في مكان احتجازهما. وهو ما سمح بنقل الخبر المؤكّد إلى بيروت بأن الأسقفَين ما زالا على قيد الحياة من دون أي تفسير حول غياب أحدهما في الفترة الماضية، خصوصاً إذا كان ذلك بسبب وضع صحي طارئ أو بسبب نقل أحد الأسقفَين من مجموعة خاطفة إلى أخرى موقتاً قبل إعادته أو استعادته.
وكشفت المعلومات الرسميّة نفسها لـ"المونيتور" أن الجهة التي قامت بعمليّة الخطف في 23 نيسان/أبريل الماضي هي نفسها التي ما زالت تحتجز الأسقفَين الآن. وهي من المتطرّفين السنّة، المرتبطين بمجموعات شيشانيّة جهاديّة متواجدة الآن في سوريا. لكن الجهة الخاطفة عرفت في الفترة الأخيرة تطوّراً ما في علاقاتها التنظيميّة، بخاصة بعد التشرذم الشديد الذي لحق بالمجموعات الجهاديّة هناك، وبعد ازدياد الاضطراب الأمني وفوضى المرجعيّة في المناطق السوريّة الشماليّة.