ارتبطت قضية يهود العراق بصورتين مختلفتين في مخيال النخبة العراقية: نوستولوجيا الماضي الجميل وتراجيديا التهجير القسري المستمر الذي بدأ من اليهود ولم ينته بعد. فرغم أن تسفيرهم من البلد اقترن مع تراجيديا مؤلمة تضمنت القتل والاضطهاد واغتصاب الاموال والحقوق المدنية، ولكن هناك ما زال حنيناً من الطرفين لعودة أشبهت بالمستحيلة. فقد مثل خروجهم من العراق منعطفاً أساسيا في تاريخ البلد شارك في تغيير التركيبة والبنية المجتمعية العراقية بشكل ملاحظ.
يرجع تاريخ اليهود في العراق الى أكثر من 2500 سنة حيث سباهم الملك الآشوري سنحاريب والملك البابلي نبوخذنصر في فترات متتالية آنذاك. وبعد ما حررهم الملك الفارسي قورش عام 539 ق.م، لم يرجع غالبيتهم الى ارض اورشليم لتعلقهم بالمنفى الذي أصبح بلداً لهم طوال 25 قرناً وانتشروا في جميع أنحاءه من كوردستان الى بغداد والبصرة والحلة وحتى النجف المدينة المقدسة للشيعة . وقد ترك يهود العراق أثراً بالغاً في الحضارة الرافدينية بشكل عام وفي تاريخ اليهود بشكل خاص، حيث تمت إعادة كتابة العهد العتيق والشريعة اليهودية على يد عزرا وآخرين من علماء اليهود البابليين.