كثيرة هي ظواهر غياب الدولة وانحلالها في لبنان. لكن أكثرها طرافة وفضائحيّة في الوقت نفسه، تظلّ زراعة المخدّرات. ظاهرة مقلقة، لكنها مضحكة. لها مع أول الصيف من كل سنة، موعد لتظهير عجز دولة كاملة وفساد أجهزتها وبؤس ناسها. هذا الصيف لم يشذّ عن القاعدة، إذ نضجت السهول البعيدة، واخضرَّت مساحات القنّب الهندي، وحُدد الموعد هذا الأسبوع، وبدأت المسرحيّة- المهزلة السنويّة...
حشيشة الكيف أو القنب الهندي، هي ما تسمّيه البيانات الرسمية "الزراعات الممنوعة"، وهي نفسها ما تعرفه الزراعة اللبنانيّة منذ ثلاثينيات القرن الماضي. فمع تكوّن الدولة اللبنانيّة بشكل مركزي قوي حول العاصمة بيروت ومحيطها، نشأت ظاهرة "المناطق النائية والمحرومة". وهي تسمية غالباً ما أُطلقت على مناطق البقاع الشمالي، لأسباب عدّة: