أثناء تواصلي مع زملاء في وسائل إعلام عالميّة وعربيّة، لاحظت أنّهم وبعد أن بدأوا الإعداد لتغطيات مكثّفة للخطّة الاقتصاديّة التي أُعلنت في البحر الميت الأحد 26 أيار/مايو الجاري تحت اسم خطّة "كسر الجمود" والتي وصفها البعض بخطّة كيري نسبة إلى وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري وأسماها البعض "طبخة كيري"، تراجعوا وقدّموا تغطية مختصرة أو تجاهلوا الخبر. ويعود السبب إلى أنّهم وبعد تحليل الحدث اكتشفوا محدوديّة معناه، وأنّه نوع من طبيخ بحص كالحجارة المشهورة في قصّة الخليفة المسلم عمر بن الخطاب الذي صادف امرأة تضع حجارة في الماء وتوهم أبناءها بأنّها تطبخ طعاماً، عساهم يصبرون على جوعهم حتى يغلبهم النوم.
وكان رجال الأعمال الفلسطينيّون والإسرائيليّون قد أعلنوا أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت في الأردن، مبادرة أطلقوا عليها "كسر الجمود". وقد علّق كيري عليها بالقول أنّ هذه "خطّة للاقتصاد الفلسطيني أكبر وأكثر طموحاً من أي شيء اقتُرح منذ أوسلو، قبل أكثر من عشرين عاماً"، وأنّها خطّة "تحويليّة" وليست "تدريجيّة"، أي أنّها جذريّة سريعة تغيّر وجه الصراع. ولعلّ حماسة كيري الشديدة تجاه الخطّة هي التي لفتت الانتباه إليها، وجعلت الكثيرين يعتقدون بأنّها خطته.