انشغلت بيروت طيلة اليومين الماضيين بتحليل مسألة أساسية: لماذا هذه الإطلالة المفاجئة في توقيتها، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله؟ وما دفع إلى التساؤل أكثر، أنه كان من المقرر والمعلن أن نصرالله سيطل، وكعادته عبر الشاشة التلفزيونية من مكان إقامته المجهول، يوم 9 ايار في احتفال لوسائل إعلام حزب الله. فما الذي استجد من تطورات في الأيام الماضية، أو ما الذي طرأ من استحقاقات للأيام المقبلة، مما استوجب تقديم الموعد، وإطلالة نصرالله مساء 30 نيسان الماضي؟
في كلمته ذاك المساء، حرص الأمين العام لحزب الله على وضع هذه المسألة في سياق منهجي لا غير. قال أن مراجعته للمواضيع المفترض أن يتحدث فيها، جعلته يكتشف مدى تشعبها وتعددها وكثرتها، وبالتالي استحالة الإحاطة بها كلها في كلمة واحدة. فضلاً عن توزعها على مجالين رئيسسيين، واحد لبناني وآخر مرتبط بخارج لبنان. هكذا قال نصرالله انه قرر "تفريع" أجندة العناوين، فترك اللبناني منها إلى 9 ايار، وتناول كل ما هو خارجي في 30 نيسان.