تطور جديد وخطير سجل في الأيام الماضية على الحدود اللبنانية السورية. ففيما كانت الحدود العراقية السورية تسجل أول اشتباك مسلح بين جهاديين سنة من جهة وبين جنود عراقيين وآخرين سوريين من جهة أخرى، ذهب ضحيته عشرات القتلى، كان شريط واسع من الحدود بين لبنان وسوريا يتحول للمرة الأولى مسرحاً لتماس مباشر وغير مسبوق بين مسلحي حزب الله الشيعة ومسلحي "جبهة النصرة" من الجهاديين السنة. تطور يتوقع أن تكون له تداعيات خطيرة في الأسابيع المقبلة، وتطرح حوله أكثر من نظرية حول أسباب حصوله وخلفيات هذا الوضع المستجد.
قبل نحو أسبوع، وفي ظل الاشتباكات المتقطعة والمتكررة على طرفي الحدود الشرقية الشمالية بين لبنان وسوريا، اكدت معلومات متقاطعة أن تطوراً ميدانياً حصل على الجانب السوري من الحدود بين البلدين. وهو ما لم تلبث جهات رسمية لبنانية أن أكدته. وخلاصة الأمر أن قوات الجيش السوري الرسمي نفذت إعادة انتشار شبه كاملة في منطقة النبك السورية القريبة من الحدود مع لبنان. الخبر في ذاته قد يبدو عادياً أو روتينياً في ظل الحركة الدائمة لوحدات الجيش السوري منذ بداية الحرب الأهلية هناك قبل نحو عامين. لكن عند الدخول أكثر في التفاصيل تتضح خطورة ما يحصل.