هل هناك ثمة شك ان علاقات العراق الخارجية خصوصاً مع دول المحيط العربي وتركيا، تعاني خللاً منهجياً؟ ربما نحيل هذا الخلل الى السياسة العراقية، وقد نردد خلف انظمة الجوار ان النظام في العراق لم يسعى الى علاقات حميمة مع محيطه العربي السني قياساً باندفاعه لبناء علاقات ستراتيجية مع ايران الشيعية، وربما نمضي خلف وجهة نظر الحكومة العراقية وتحديداً خلف الاحزاب الشيعية الرئيسية التي تعتقد ان دول الجوار العربي وتركيا بمنهجها السياسي اتخذت منذ العام 2003 موقفاً عدائياً من الوضع العراقي الجديد بسبب قاعدة الحكم "الشيعية" فيه.
لكن الانزلاق الى تبريرات تحاول تفسير الخلل السياسي بدلالات "عقائدية – مذهبية" لن يقود الى نتيجة، فالخريطة التاريخية – الجغرافية – المذهبية في المنطقة لاتتيح تصنيفاً يحدد بالضبط المسؤول الحقيقي عن حجم الجفاء العراقي – العربي.