كرّست إيران طاقة هائلة لمحاولة منع الأكراد العراقيّين من إجراء استفتائهم على الاستقلال يوم 25 أيلول/سبتمبر، واتّهمت القيادة الكرديّة بالتّهوّر وتعريض استقرار المنطقة للخطر. لكن بعد أن فشل المسؤولون في طهران في مسعاهم هذا، باتوا الآن في حيرة من أمرهم بشأن نوع التدابير العقابيّة الواقعيّة التي يمكن أن يتّخذوها لمعاقبة الأكراد من دون التسبّب بمزيد من عدم الاستقرار على حدودهم.
مع تزايد الضّغط على الأكراد العراقيّين عقب الاستفتاء الذي أدلى فيه حوالي 93% من النّاخبين بأصواتهم لصالح الانفصال عن العراق، تبدو إيران، وهي حليف تاريخي للأكراد العراقيّين، متردّدة في اتّخاذ تدابير متشدّدة بحقّ جارتها الغربيّة، خوفًا من زيادة عدم الاستقرار الذي قد يتسرّب بسهولة إلى مناطق إيران الكرديّة. لكنّ طهران اتّخذت بعض أنصاف الحلول بحقّ الأكراد العراقيّين، للاستهلاك المحلّي بشكل رئيسي على ما يبدو.