منذ أن تسلّم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود العرش منذ عامين ونصف، تبنّى سياسة خارجية أكثر عدائية وصرامة بالمقارنة مع أسلافه. من الواضح أنّ سلمان يحبّ المخاطرة، ولكن سواء نجح في ذلك أم لا ليس بهذا الوضوح. فالمملكة غارقة في مأزق مكلف في اليمن حيث تتغلّب عليها عدوتها اللدودة إيران كما أنّ مجلس التعاون الخليجي بات منقسماً بسببها. وقد تزعزعت التحالفات وازدادت المعارضة للسياسات السعودية على جانبيّ المحيط الأطلسي.
في عهد الملك فيصل، كانت السياسة الخارجية التقليدية للسعودية مبنية على التفاعل والحذر وكانت المملكة تتفادى المخاطر وغالباً ما كانت سياسة الأمن القومي تُعتمد بالخفاء مع تجنّب ممارسة القوة. كان الملوك صارمين ولكنهم توخوا الحذر وحرصوا على عدم التمادي في استعمال قدراتهم.