في 18 حزيران/يونيو، أسقطت طائرة حربيّة تابعة للبحريّة الأميركيّة طائرة خاصّة بالنظام السوريّ، في حادثة هي الأولى من نوعها بين الولايات المتّحدة الأميركيّة وسوريا في الحرب السوريّة المستمرّة منذ أكثر من ستّ سنوات. وقال البنتاغون إنّ الطائرة السوريّة هاجمت مقاتلين تابعين لقوّات سوريا الديمقراطيّة المدعومة من الولايات المتّحدة بالقرب من بلدة جعدين في شمال وسط سوريا. أمّا سوريا فكانت روايتها مختلفة، وقالت إنّ الطائرة أُسقطت "في ريف الرقّة" بينما كانت دمشق "تنفّذ عمليّة عسكريّة" ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، مستنكرة بالتالي الهجوم الأميركيّ باعتباره تأكيداً على "موقف [الولايات المتّحدة] الحقيقيّ الداعم للإرهاب".
وسرعان ما تبنّت روسيا الرواية السوريّة، لكنّ اللهجة التي اعتمدتها موسكو في تصريحاتها كانت مختلفة. فالردّ الأوليّ الذي صدر عن وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف – المتواجد في الصين من أجل اجتماع وزراء خارجيّة دول "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) – كان موزوناً. لقد كرّر لافروف، في 19 حزيران/يونيو، ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها بالكامل، ودعا الولايات المتّحدة و"جميع الدول الأخرى التي لديها قوّات أو مستشارون" في سوريا إلى تنسيق جهودها. وشدّد أيضاً على ضرورة تنسيق جميع التحرّكات مع دمشق.