بيت لاهيا، قطاع غزة – عندما كانت سها حرز في السادسة من عمرها كان يفترض أن ترتدي المريول المدرسي الأخضر اللون وتربط شعرها البني بربطةٍ ناصعة البياض، وتتوجه مع إشراقة الصباح كباقي الصغيرات اللواتي بعمرها للدراسة في الصف الأول المدرسي؛ لكن هذا لم يحدث إلا لشهرٍ واحد، ثم تركت سها الدراسة إثر اصابة والدتها بمرضٍ عضال أفقدها القدرة على العمل كخادمة في المنازل فأوكلت المهمة لطفلتها الصغيرة.
كان والد سها عاملًا بسيطًا في إحدى مصانع البسكويت، يعمل يومًا ويقضي أيامًا بلا عمل، فيما لم يكن يُحصِل إلا شواكل معدودة لا تتجاوز قيمتها الـ 10$ خلال الشهر الواحد، فكان يجب أن تعمل والدتها خادمة لجمع النقود التي تسدّ الاحتياجات الأساسية لأطفالهم الست.