إنّ تكتّل الدّول الإسلاميّة السنيّة بقيادة السّعوديّة الذي جرى الاحتفاء به أثناء زيارة الرّئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض يتداعى بعد أقلّ من أسبوعين على انتهاء القمة. نجد انزعاجًا متزايدًا من العداء الشّديد الذي ظهر في القمّة تجاه إيران، ومخاوف متزايدة من أنّ السّعوديّين يشعلون نار الانقسام المذهبي بين السّنّة والشّيعة؛ وكذلك مشاكل ترامب الدّاخليّة تثير الشّكوك في ما إذا كان بإمكانهم وضع ثقتهم بواشنطن.
نجد الانقسام الأكثر حدّة داخل مجلس التّعاون الخليجي الذي عقد قمّته الخاصّة مع الرّئيس. ويُزعَم أنّ الأمير القطري قال لجمع من الحضور في بلاده مباشرة بعد القمّة إنّ السّعوديّين يضعون ثقتهم أكثر ممّا ينبغي في رئيس يواجه مشاكل سياسيّة كبيرة في بلاده. وانتقد أيضًا الخطاب القاسي ضدّ إيران في القمّة. وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني علنًا إنّ دول الخليج عليها إشراك طهران لا عزلها؛ واتّصل بالرّئيس الإيراني حسن روحاني لتهنئته على فوزه لدورة ثانية في الانتخابات. وردًا على ذلك، قام السعوديّون والإماراتيّون بحجب قناة الجزيرة القطريّة. قال القطريّون من جهتهم إنّ التّصريحات التي نُسِبت إلى أميرهم زيّفتها مصادر غير معروفة وأسيئ تفسيرها، لكنّهم لم يقدّموا أدلّة كافية لدعم حجّتهم.