فراشات ملوّنة وزهرات بهيّات بلون أحمر الشفاه تزيّن جدران المقهى، التي تجلس فيها السيّدات لارتشاف قهوة الصباح وتبادل الأحاديث الوديّة، فتنفلج منها جلسة عربيّة للمطالعة تتوزّع في أرجائها الكتبِ الأدبيّة والثقافيّة، خروجاً إلى حديقة صغيرة يعمّها لون "زرعة النجليّة" الخضراء التي تضفي إلى الروح متعة خلاّبة في الهواء الطلق. ومن جلسة الحديقة، التي تروِّح فيها النساء عن أنفسهنّ تصل إلى قاعةِ العرض السينمائيّ المجهّزة بشاشات ثلاثيّة الأبعاد، والتي تعرض الأفلام المختلفة، ومنها إلى قاعة الألعاب المتنوّعة من ألعاب رياضيّة فعقليّة حيث لعبة البلياردو، الشدّة، الطاولة، الزهر، الشطرنج والضومنة "الدومينو"... كلّ ذلك وأكثر تجده السيّدات في مقهى نادي "الجلاء للصبايا".
تقوم على المقهى 3 خرّيجات جامعيّات صديقات، هنّ: هبه البنّا ودعاء علي وياسمين فايز، اللّواتي لم يجدن فرصة عمل بعد تخرجهنّ الجامعيّ، نتيجة تفشّي البطالة ووصول نسبتها إلى 41.7 بالمئة في قطاع غزّة، فقرّرن منذ سنة تأسيس مقهى خاصّ باستقبال السيّدات، يحفظ لهنّ خصوصيتهنّ ويمثلهنّ، ويلبّي رغباتهنّ، ويعكس اهتماماتهنّ، ويتواجدن فيه بمطلق حريتهنّ، إذ لا تشعر معظم النساء في غزة بالراحة عند إرتياد المطاعم والمقاهي المختلطة.