بعد ستّ سنوات من الأزمة في سوريا، ترى إيران أنّ نتيجة النّزاع ترسم شكل الشّرق الأوسط الجديد. كان هذا أوّل تدخّل خارجي صريح لإيران منذ عقود، وهو تدخّل وصفه بعض الأيديولوجيّين الإيرانيّين بحرب من أجل الوجود. ويقول المسؤولون الإيرانيّون إنّها جنّبت الجمهوريّة الإسلاميّة الحاجة إلى خوض حرب مماثلة داخل حدودها الخاصّة. مع ذلك، كانت هذه الحرب مكلفة ومستنزِفة ولا ترحم من حيث الخسائر الماديّة، وحتّى أسوأ في ما يتعلّق بصورة إيران في العالم الإسلامي. لقد حدّت من خيارات إيران وأدّت إلى تحالفات – على الرّغم من الأرضيّة المشتركة التي تتشاطرها إيران مع شركائها - يبدو أنّها متزعزعة وهشّة للغاية.
قال مصدر عسكري إيراني للمونيتور شرط عدم الكشف عن هويّته إنّ "إيران تعلّمت الكثير من هذه السّنوات". وقال المصدر إنّ النّزاع في سوريا لم يكن حربًا تقليديّة حيث يسهل توقّع الأمور: "فالوكالات كانت تتغيّر من يوم إلى آخر، وعندما قرّرت إيران المشاركة في الحرب عبر مستشارينا العسكريّين، كان الرّئيس السّوري بشار الأسد على وشك السقوط. كان أكثر من 70% من البلاد واقع تحت [سيطرة] المجموعات الإرهابيّة التي كانت تتمتّع بدعم دولي وإقليمي وشعبي واسع النّطاق. أمّا اليوم، فالرّئيس بشار الأسد هو الأقوى، ويعلم العالم جيّدًا أنّه الخيار الوحيد لأولئك الذين يريدون فعلاً دحر الإرهاب. مع ذلك، هذه ليست المرحلة الأخيرة".