عندما كان أرييل شارون رئيساً للوزراء عن حزب الليكود، تعرّض في غالب الأحيان لضغوط من حزبه من أجل رفض المطالب الأميركيّة المتعلّقة بوقف أعمال البناء في المستوطنات والمضيّ قدماً في المفاوضات مع الفلسطينيّين. لكنّ شارون كان يعرف تماماً كيف يستفيد من هذه الضغوط سياسياً ودبلوماسياً. فكلّما زاد غضب الناس منه أصبحت لديه حجّة أفضل يقدّمها إلى البيت الأبيض لكي يبرّر لما هو مكبّل اليدين في تعامله مع الفلسطينيّين. عندئذٍ، قد تغضّ واشنطن الطرف عن أيّ أعمال بناء مستمرّة في الضفّة الغربيّة.
وقد اعتمد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه المقاربة بدوره منذ عودته إلى الحكم سنة 2009. فكلّما تعرّض لضغوط من إدارة أوباما ذكر القيود السياسيّة المحليّة التي تحدّ من قدرته على المناورة سياسياً. وكلّما زاد حزب الليكود تطرّفاً أصبح بإمكانه استعمال هذه الحجّة أكثر. وقد استفاد نتنياهو من هذه المقاربة بطريقة أخرى أيضاً. فقد سمحت له بأن يبيّن لمؤيّدي الليكود أنّه الشخص الوحيد الذي يقف في وجه ضغوط الإدارة الأميركيّة العدائيّة. وقد ساعدته علاقته المضطربة مع الرئيس باراك أوباما، التي تدهورت على مرّ السنين، إلى حدّ كبير في جميع حملاته الانتخابيّة الأخيرة وكلّما وجد نفسه عالقاً في أزمة سياسيّة ما.