إربيل، العراق – يهرب الآلاف من سكّان الموصل من المدينة يوميًا فيما يضغط الجيش العراقي للتقدّم أكثر إلى داخل المدينة من الشّرق. لكن على الرّغم من الهجمات الانتحاريّة بالسيّارات المفخّخة، والغارات الجويّة وأزيز الرّصاص من حولهم، تكون السّجائر أحد أوّل الأمور التي يطلبونها من الجنود عندما يخرجون. طوال سنتين ونصف تقريبًا، ظهر تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) في الموصل بصورة المعارض لاستهلاك الموادّ المخدّرة؛ لكن في الحقيقة، هو جنى أموالاً طائلة من هذه التّجارة.
كان علاء منير في المنزل في يوم حارّ من شهر تموز/يوليو العام الماضي عندما دخل أربعة من مسلّحي داعش إلى منزله في الموصل وراحوا يفتّشون ممتلكاته. ما كان بيده حيلة لإيقافهم، لكنّ المسلّحين لم يتحقّقوا من السّقف المستعار الذي كان يخفي تحته ما كانوا يبحثون عنه: السّجائر. ومع ذلك، أخذوه ليحقّقوا معه، وشهد ضدّه في محكمة داعش مخبر لصالح داعش كان قد اشترى من منير علبتي سجائر، فحكم عليه بغرامة قدرها 40,000 دينار (34$) بالإضافة إلى 22 جلدة.