عندما أعلن أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة المرتبطة سابقاً بتنظيم القاعدة، في 28 تموز/يوليو عن تغيير اسم مجموعته، كانت ردود الفعل في طهران قليلة. وأدلى الناطق باسم الخارجيّة الإيرانيّة بهرام قاسمي بتصريح وجيز وصف فيه قرار تغيير اسم الحركة بأنّه لعبة "تهدف إلى إخراج المجموعة من قائمة المنظّمات الإرهابيّة"، مضيفاً أنّ "هذا النوع من الخطوات لا يمكن أن يحسّن صورة التطرّف والإرهاب البشعة". وتابع قاسمي أنّ هذه الخطوة تشير إلى "الإفلاس السياسيّ للجهات الداعمة للمتطرّفين في المنطقة وعلى رأسها المملكة العربيّة السعوديّة بصفتها الجهة المؤسّسة والداعمة الرئيسيّة للقاعدة وطالبان وداعش [تنظيم الدولة الإسلاميّة] وجبهة النصرة والكثير غيرها من المجموعات الإرهابيّة الأخرى في المنطقة، خصوصاً في سوريا". ودعا قاسمي المجتمع الدوليّ إلى النظر بجديّة إلى أسباب الإرهاب الأصليّة وتداعياته، والضغط على الجهات المؤسّسة والداعمة للمجموعات الإرهابيّة من أجل وضع حدّ للتطرّف.
ولم يبُدِ حلفاء إيران بدورهم ردود فعل مباشرة على إعلان تغيير اسم جبهة النصرة - الذي ظلّ حديث المنطقة على مدى أيّام – ما عكس موقف "محور المقاومة" الذي يشمل إيران والعراق وسوريا وحزب الله اللبنانيّ. ويُعتبر ذلك غريباً نظراً إلى أنّ التحالف الذي تقوده إيران هو القوّة البريّة الرئيسيّة – إن لم تكن الوحيدة – التي تخوض حرباً مباشرة مع جبهة النصرة في سوريا، وأنّ التداعيات الناجمة عن تغيير اسم المجموعة قد تؤثّر في مسار الحرب.