حلب، سوريا – في إحدى الحارات الشعبيّة في حيّ الشعار، داخل مدينة حلب، المتعبة بقصف نظام الرئيس السوريّ بشار الأسد وحلفائه، يركن محمّد محي الدين أنيس، الملقّب بـ"أبو عمر"، سيّاراته الكلاسيكيّة على جانبي الطريق، قبالة منزله ذي البناء القديم. الصدأ يملأ معظم هذه السيّارات، المكسرة نوافذها، فيما تبدو إحداها وكأنّها تفتح فمها، بعد أن سقط على مقدّمتها الكثير من الحجارة، إثر غارة جويّة، كانت لا تبعد عن منزل أنيس سوى بضعة أمتار.
يبلغ أبو عمر من العمر 70 عاماً، ويعلو الشيب رأسه وشاربه السميك. ولا بّد أن تشعر كأنّ الزمن عاد بك إلى خمسينيّات القرن الماضي وأنت تشاهد سيّاراته، بحيث دأب منذ شبابه على دفع أموال طائلة في سبيل شرائها، لا سيّما تلك الّتي تعود ملكيّتها إلى شخصيّات بارزة. يملك أبو عمر حاليّاً 20 سيّارة كلاسيكيّة يركن معظمها في الشارع، بينما يركن 3 منها في حديقة منزله، إلى جانب كومة كبيرة من قطع الغيار، الّتي تحوي على محرّكات قديمة ومصابيح وهياكل فارغة والعديد من المقاود، جمعها من سيارته المعطلة.