تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في مسجد الكوفة: السياسة والدين على منبر واحد

لايزال مسجد الكوفة منذ بنائه قبل نحو 1400 سنة منبراً سياسياً ودينياً، ما جعله موضع اهتمام من قبل رجال الدين والسياسة على حدّ سواء.
Shi'ite worshippers attend Friday prayers in Kufa mosque near Najaf, south of Baghdad, June 20, 2014.  REUTERS/ Alaa Al-Marjani (IRAQ - Tags: RELIGION) - RTR3UU6Z
اقرأ في 

العراق، الكوفة - يقع مسجد الكوفة أو "السهلة" في مدينة الكوفة (156 كلم جنوبيّ بغداد)، ويُعدّ من أقدم المساجد في العالم الإسلاميّ، إذ شيّد في عام 19 هجريّاً (638 ميلاديّاً)، وكان مركزاً لتشكّل العقيدة الشيعيّة فكريّاً وسياسيّاً. إنّ قدمه التاريخيّ يوازي دوره العقائديّ والسياسيّ. وفي سياق التاريخ العراقيّ الحديث المضطّرب، نجد أنّ هذا الدور خضع إلى نوع السلطة السياسيّة الحاكمة. ففي زمن نظام الرئيس العراقيّ صدّام حسين، الّذي حارب "الإسلام السياسيّ"، جرى لجم دوره السياسيّ، حيث كان مسجد الكوفة على الدوام مركزا فكريا ومنطلقا سياسيا، وشهد هذا الدور ازدهاراً، بعد سقوط هذا النّظام في عام 2003 إثر الإجتياح الأميركيّ للبلاد بعدما صار مركزا لمعارضة الاجتياح الأمريكي للعراق ومن ثم مركزا للاحتجاجات والخطب المطالبة بالقضاء على الفساد .

والحال أنّ تاريخ مسجد الكوفة ظلّ يرجّع صدى الأفكار الّتي ولدت في داخله، وظلّ طيلة عقود محوراً للمعارضة السياسيّة وتأليب الجماهير على الأوضاع، إلى جانب كونه مكاناً للعبادة. ففي عام 1999، أغلقت سلطات نظام صدّام المسجد، منعاً لصلاة الجمعة والتجمّعات الّتي بدأت تحضرها أعداد كبيرة من المسلمين الشيعة، بزعامة رجل الدين الراحل محمد صادق الصدر، الّذي اغتاله النظام بعد انتهائه من أداء الصلاة في المسجد عام 1999 قبل اغلاقه.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.