تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أتحتّم الإنتخابات البلديّة حصول "النيابية" العام المقبل؟

بعدما عاش لبنان في السنوات الأخيرة على وقع التّمديد في المؤسّسات الرسميّة والمواقع الأساسيّة، كسرت الإنتخابات البلديّة والإختياريّة القاعدة مع انطلاقها مطلع أيّار/مايو واستمرارها حتّى 29 منه لتنتج مجالس بلديّة جديدة. فهل يمهّد هذا الاستحقاق الطريق لإجراء الإنتخابات النيابيّة المرتقبة في حزيران/يونيو من عام 2017؟
RTX2DC6L.jpg
اقرأ في 

بيروت - رغم كلّ الشكوك الّتي أحاطت بإمكان حصولها بعد التمديد للمجلس النيابي مرتين وبسبب الأزمة السياسية اللبنانية ،انطلقت الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في لبنان بـ8 أيّار/مايو من عام 2016 على أن تمتدّ 4 آحاد لتشمل كلّ المحافظات اللبنانيّة  وتنتهي في 29 أيار/مايو. هذا الاستحقاق أعاد إلى لبنان جزءاً من حياته الديموقراطيّة بعدما كان يعيش، إمّا على وقع الشغور في موقع رئاسة الجمهوريّة منذ أيّار/مايو من عام 2014، وإمّا التّعطيل والعرقلة في المؤسّسات الرسميّة بسبب الأزمة السياسية والانقسام المستمرين منذ اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في شباط 2005 ، خصوصاً في مجلس النوّاب، الّذي لا ينعقد في جلسة تشريعيّة بعد رفض حزبي "التيّار الوطنيّ الحرّ" بزعامة النائب العماد ميشال عون وبرئاسة الوزير جبران باسيل - و"القوّات اللبنانيّة" بزعامة سمير جعجع لأيّ جلسة تشريعيّة ما لم يدرج قانون الإنتخابات على جدول أعمالها خصوصاً ان وضع قانون انتخابي جديد هو مطلب اساسي لتحقيق المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين وتصحيح التمثيل ، علماً ان آخر جلسة تشريعية عقدت في تشرين الثاني 2015.

كما أنّ عمل مجلس الوزراء يمرّ في خلافات كبيرة حول ملفات عديدة، منها ملف أمن الدولة أخيراً والذي أرجئ النقاش حوله مراراً قبل تكليف رئيس الحكومة تمام سلام بايجاد حل له، كادت تطيح به أكثر من مرّة، إلاّ أن الخرق الأبرز كان في تمديد مجلس النوّاب لنفسه مرّتين متتاليتين: الأولى في 31 أيّار/مايو من عام 2013 لفترة سنة و5 أشهر، والثانية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2014 لمدّة سنتين و7 أشهر، حيث تنتهي ولايته في حزيران/يونيو من عام 2017. هذان التمديدان أيّدتهما كلّ الكتل النيابيّة باستثناء نوّاب "التيّارالوطنيّ الحرّ"، الّذين تقدّموا بطعنين أمام المجلس الدستوريّ في عامي 2013 و2014، خصوصاً أنّ الأسباب الموجبة لقانون التمديد اختصرت "بالظروف الاستثنائيّة في لبنان" التي كانت سائدة، خصوصا اشتباكات منطقتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية وباب التبانة ذات الغالبية السنية في طرابلس  في شمال لبنان، اضافة الى سلسلة الانفجارات وابرزها الانفجار الذي استهدف منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية الشيعية في كانون الثاني 2014.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.