تسارع الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى تصنيف كل من ينتقد سياساتها في خانة "عدو إسرائيل". أما "أصدقاء إسرائيل" فيقتصرون على أولئك الذين يتّفقون في الرأي مع حكومتها؛ وليس الرئيس الأميركي باراك أوباما واحداً منهم.
من الأمثلة الصارخة في هذا المجال رد فعل الحكومة الإسرائيلية على قرار الاتحاد الأوروبي وسم السلع المصدّرة التي جرى تصنيعها في المستوطنات الإسرائيلية. فقد انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتحاد الأوروبي على وسم البضائع الإسرائيلية بدلاً من الاهتمام بمسألة الهجمات التي يتعرّض لها الإسرائيليون على أيدي إرهابيين عرب. ولمّح أعضاء حزب "الليكود" في الكنيست إلى وجود تشابه بين وسم المنتجات الإسرائيلية ووسم اليهود خلال المحرقة. يندرج هذا كله في إطار الذهنية عينها: "إما معنا وإما معادٍ للسامية"، والتي تعود إلى مرحلة تسلّم غولدا مائير رئاسة الوزراء وتصريحها الشهير: "العالم بأسره ضدنا"، في تعبير عن ذهنية انعزالية متجذّرة بقوة.