دمشق – لا أمل لحلّ الأزمة السوريّة في مؤتمر جنيف الثالث المفترض انعقاده في 25 كانون الثاني/يناير الحاليّ بين وفدي النّظام والمعارضة، خاصة أن مؤتمر جنيف الثاني الذي عقد في 22 كانون الثاني 2013 لم يقدم أي جديد للوصول إلى حل، فوفد الحكومة كان يرفض النقاش بمسألة تنحي الرئيس وتأسيس هيئة حكم انتقالي، وركز فقط على مسألة مكافحة الإرهاب التي يستخدمها النظام وسيلة للتملص من أي نقاش، كما ناقش فيه وفدي المعارضة والنظام المسائل الإنسانية وكيفية إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة والتي لم تنفذ حتى هذه اللحظة باستثناء اتفاق مضايا- كفريا الفوعا.
هذا هو المناخ العام في دمشق حيال المؤتمر، في ظلّ مساعٍ دوليّة كبيرة لضمان انعقاده في موعده المحدّد. ورغم إصرار المبعوث الدوليّ إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والخارجيّة الأميركيّة على ضرورة الذهاب إلى جنيف من دون شروط مسبقة من الطرفين، سواء اشتراط وفد المعارضة على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية على المناطق التي يحاصرها النظام، أو شرط النظام بعدم وجود ممثلين عن الجماعات المسلحة في الوفد، وأيضاً ضرورة وجود وفد معارضة آخر إلى جانب وفد المعارضة الحالي، إلاّ أنّ ما يجري على أرض الواقع لا يعكس ذلك مطلقاً، فانعقاد المؤتمر أصبح رهن إتفاقيّات دوليّة، فبعد أن اقترحت موسكو وجود وفد مختلط للمعارضة يتألّف من الوفد المنبثق عن اللّجنة العليا للمفاوضات الّتي تشكّلت في مؤتمر الرياض وآخر تحدّده روسيا، تراجعت روسيا عن هذا الإقتراح وأكّدت على لسان نائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف عقب لقاءه مع نظيره الاميركي في 15 كانون الثاني الجاري ضرورة وجود وفد ثالث يتكون من 15 اسم، لم يشارك أعضاؤه في مؤتمر الرياض مثل رئيس حزب الإرادة الشعبية قدري جميل وهو مقيم في روسيا، ورئيس تيار قمح وهيثم مناع والسيدة رندة قسيس من حركة المجتمع المدني التعديدد، ويمثّل هذا الوفد المعارضة السوريّة المقرّبة من روسيا، له العدد نفسه والصلاحيّات نفسها الّتي يملكها وفد الرياض كي لا يفشل هذا المؤتمر كما حدث في جنيف 2 الذي اقتصر فيه تمثيل وفد المعارضة على الائتلاف السوري . ولقد نشرت وسائل إعلام مثل موقع كلنا شركاء المعارض في 15 من الجاري قائمة بأسماء الوفد الّذي اقترحته موسكو، وهم 15 اسماً، مثل قدري جميل وهيثم مناع ورنده قسيس وأمينة أوسو، من بينهم رئيس المنبر الديموقراطيّ السوريّ سمير العيطة ورئيسة منظّمة "مدني" ريم تركماني، الّلذين اعتذرا عن المشاركة في المفاوضات.